حكاية وطن (فلسطين) مقال بقلم مروة قباني

حكاية وطن (فلسطين) مقال بقلم مروة قباني

Size
Price:

Read more »

حكاية وطن (فلسطين) مقال بقلم مروة قباني

حكاية وطن (فلسطين) مقال بقلم مروة قباني



حكاية وطن (فلسطين) مقال بقلم مروة قباني
حكاية وطن (فلسطين) مقال بقلم مروة قباني


                 حكاية وطن (فلسطين) 

لا يحتاج الإنسان إلى حياة مُترفة أو باذخة بقدرِ حاجته إلى وطنٍ دافئ يعيش داخله بأمان وسلام، منزل يضرب جذور عائلته داخل أرضه، لتنبُتَ أوراقه اليانعة وتزدهر من حوله الحياة.
الكرامة، الحرية، والعدالة هُم أساس العيش الكريم داخل أوطاننا، ورمزُ الإنسانية جمعاء، وأحد حقوقه على وجه الأرض.
تلك الحقائق التي لا يغفل عنها المُجتمعات على مرِّ العصور، وفي مُختلف الأديان.
في كُلِّ مرة يأتي القلم ليتحدَّث عن التاريخ والأوطان على لسان الإنسان، لكن هذه المرَّة سيكون الوطن هو من يبوح بتاريخه و يكتب حكايته بنفسه.

فلسطين: هو اسمي الذي عُرِفتُ بِهِ على مرِّ العصور، ولي قُدسيَّة في قلوب الإنسانية على اختلاف الأديان السماوية والجنسيات، لكنني أبقى عربية أصيلة سُمِّيتُ بأرض كنعان نسبة إلى القبائل العربية السامية الذين بسطوا سلطتهم على بلادي طوال 1500 سنة (2500 ق.م - 1000 ق.م)، وأنشؤوا مدنًا كثيرة منها: أريحا، أسدود، عكا، وغزة.
وكانت أرض كنعان تمتد من نهر العاصي شمالًا حتى حدود المملكة المصرية قرب العريش، و(كنعان) تعني: الأرض المنخفضة، وأطلق اسم الكنعانيين على القوم الذين استوطنوا الأرض الكانعة، و(الآرام) تعني الجبال، وأطلق اسم الآراميين على القوم الذين استوطنوا الآرام، وكان الكنعانيون والآراميون والفينيقيون قد هاجروا في موجة هجرة واحدة تقريبًا واستوطنوا الشام. 
فوق أرضي عاش أنبياء الله
-عليهم السلام- ونشروا رسالتهم ومنهم: أنا الخليل مدينة أبي الأنبياء إبراهيم، ومنزل صالح -عليه السلام- (الرملة)، ومنزل إسحاق، ومراح يعقوب (طولكرم)، منشأ يوسف، والأسباط، ولوط، وداود، وسليمان، وصالح، وزكريا، ويحيى -عليهم السلام- ومولد عيسى -عليه السلام- (بيت لحم) ومسكنه (الناصرة)، أنا مجمع الأنبياء ليأمهم خاتم الأنبياء (القدس) في ليلة الإسراء والمعراج؛ فلستُ قضيَّة رأي عام أو حتى قضية عربية فحسب، كنتُ وما زلت قضية عقيدة وفطرة سليمة في القلوب جميعها على مختلف البلدان.
سكن أرضي أهل كنعان في (العصر البرونزي) في عام (2000 - 3000) ق.م، قبل وصول شعب إسرائيل والعيش معهم وذلك في عام (1225 - 1250) ق.م.
وقد قام سليمان ببناء معبد القدس للتقرُّب من الله تعالى ووضع القرابين والذبائح قبل ألفي سنة من الميلاد.
وذلك قبل بدء تقسيم دولة إسرائيل إلى مملكتي (يهود وإسرائيل) في عام (928) قبل الميلاد.
واجهتُ الكثير من الصراعات السياسية والداخلية على مرِّ التاريخ ابتداءً من الغزو الآشوري في عام (721) قبل الميلاد، أو حتى البابليين الذين هزموا مملكة اليهود بقيادة نبوخذ نصر في عام (586) ق.م.
من أكثر الأحداث التي نهضت بي وكانت أحداث فاصلة، إعادة بناء المسجد الأقصى على يد (عمر بن الخطاب) بعد الفتح الإسلامي في عام (15) هجريًّا، وقد كان عبارة عن طوب ولبن، وعرف باسم البيت المقدس؛ لكونه المكان الذي يُطهِّر الناس من الذنوب، وداخله يتقرَّب الناس من الله تعالى بالقرابين والذبائح، وقد سمَّاه الله تعالى بالمسجد الأقصى في القرآن حينما قال جلَّ جلاله {سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله}. 
بدأت أطماع اليهود لاتخاذ فلسطين دولة لإسرائيل هربًا من الاضطهاد الأوروبي وطمعًا في خيرات تلك البلاد ونظرًا لأهميتها الدينية منذ عام (1897) ميلاديًّا، عندما حاول اليهودي البرتغالي (يوسف ناسي) -أغنى رجل في العالم- وقتها بناء مستعمرة لليهود الغربيين، حيث بدأ اليهود في ثمانينيات القرن التاسع عشر تبني فكرة نظريات استعمار الأراضي في عام (1880) ميلاديًّا، فقامت حركة صهيونية أوروبية بتكوين جماعة (عشاق صهيوني) في بازل عام (1897) ميلاديًّا طالبت بإقامة دولة لليهود، وقد بدأت بالفعل حركة الاحتلال الصهيوني على مرحلتين، بدأت المرحلة الأولى في عام (1948) ميلاديًّا، وتطورت إلى المرحلة الثانية في عام (1967) ميلاديًّا وتستمر حتى يومنا هذا، وتصبح قضية عالمية لكُلِّ من لديه عقيدة سليمة وإيمان قوي، والذي لا يعلمه إلا العدد القليل هو أن الشريف (الحسين بن علي) كان يخوض ثورة ضد الأتراك باسم العرب، غايتها الاستقلال العربي دوليًّا، وتوحيد جميع الدول العربية وكانت فلسطين ضمن تلك المناطق وذلك في عام (1915) ميلاديًّا، وقد قام بمراسلات وثورات ضد بريطانيا التي كانت مُحتلَّة دولة فلسطين، ووضع اتفاقيات بتسليم تلك المناطق إلا أنها قامت بنقض تلك المواثيق ودعم دخول اليهود ضمن حركات تهجير من جميع أنحاء العالم بدايةً من أوروبا.
وفي النهاية أودُّ القول باسمي أنا (فلسطين) قضيتي لم تكن من أجل المساحات الجغرافية أو الثروات الباطنية فحسب، بل عقيدة وفطرة بأهمية كرامة الإنسان وحريته وقُدسيَّة، وحُرمة بيوت الله تعالى، ومقامات أنبيائه ورُسُله.

تدقيق لغوي: نجوان محمد. 
مراجعة التدقيق: ندى الجندي. 
الكاتبة: مروة قباني. 



0 Reviews

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *